أكد النائب عن كتلة الصادقون وعضو لجنة النزاهة النيابية، علي تركي الجمالي، الثلاثاء، أن ما تشهده سوريا من تطورات سياسية وأمنية يعد “نتيجة طبيعية للارتماء في الحضن العربي”، مشيرًا إلى أن الدعم العربي للنظام السوري كان بمثابة “فخ” هدفه تقويض استقرار سوريا ودفعها للخروج من محور المقاومة.
وقال الجمالي في حديث متلفز، أن “الرئيس بشار الأسد كان يمهد منذ شهر للابتعاد عن محور المقاومة”، وهو ما انعكس بشكل سلبي على أمن سوريا الداخلي، معتبرًا أن “سقوط النظام السوري بهذه السرعة يعد أمرًا خطيرًا للغاية”، وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانوا على علم مسبق بما يجري، مؤكدًا أن “بعض وزراء الخارجية كانوا يدركون النتيجة الحتمية لما سيحدث للنظام السوري”.
وأشاد الجمالي بالدور الإيراني وفصائل المقاومة في الحفاظ على أمن سوريا، مؤكدًا أن “سوريا جزء من محور المقاومة الذي يسعى لاستقرار المنطقة”، وأن إيران والعراق وعددًا من الدول الإقليمية يعملون على إحباط المخططات التي تهدف إلى تقسيم سوريا إلى ثماني مناطق، فيما بين “إيران تنظر لما يجري في سوريا كشأن داخلي قبلت به الحكومة السورية”.
و أعتبر الجمالي دخول سوريا إلى “الحضن العربي” بأنه جعل من بشار الأسد “ألعوبة وأضحوكة”، فيما انتقد بشدة الدعم الكبير الذي تقدمه تركيا وقطر لزعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، واصفًا الهيئة بأنها “منظمة إرهابية ملطخة أيديها بدماء الشعب السوري”، كاشفا في الوقت ذاته أن “الجولاني حضر اجتماع وزراء الخارجية الأخير، ما دفع الوفد الإيراني للانسحاب بمجرد رصده”.
وفي سياق متصل، أشار الجمالي إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمل على تدمير البنية التحتية والعسكرية في سوريا”، معتبرًا أن الأحداث التي جرت في البلاد تمت “باتفاق مسبق بين عدة أطراف دولية”.
و رأى الجمالي أن ما حدث في سوريا ليس إرادة شعبية، بل هو “إرادة مخابرات دولية”، وأن “حلم الدولة العثمانية في العراق وسوريا لا يزال قائمًا”، مضيفًا أن تركيا تحتل أجزاء من المحافظات العراقية والسورية وتسعى لفرض واقع جديد.
وختم الجمالي حديثه بالإشارة إلى أن “الهجمة الإرهابية التي شهدتها سوريا استولت على مقدرات الشعب”، مستنكرًا ازدواجية المواقف الدولية تجاه هيئة تحرير الشام، حيث صنفها الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن كمنظمة إرهابية، لكنهم اليوم يسعون للتفاوض معها.